بســم ألعلي إذا بدأت صوغ ندائي إن اسمه يعلو على الأسماء
وعلى النبي محمد صلواته فهو الشفيع إذا بدأت أخطائي
وهو الذي زار السماء مكرما في ليلة المعراج والإسراء
واخط من بعد الصلاة رسالتي فلعل فيها سلوتي وعزائي
هل يحمل القرطاس ثقل حروفها إن كنت اكتبها بحبـــر دمائي
هي للحبيب وما اظن كلامها إلا غناء جوارحي وبكائي
لو إن حاملها لكم يدرى بما في طيها لأحس بالإعياء
في طيها قلبي وفيض مشاعري كلماتها دائي وفيك دوائي
فإقراء حبيبي ما تقول سطورها فعسى ترق إذا عرفت شقائي
مذ غبت عني لا أنام تشوقا وإذا غفوت فطيفكم كغطائي
من بعد ذلك يا حبيبي تحية وسلام قلب فاض فيه وفائي
مذ غبت عني لم تذرني بسمة وغدا كنوح النادبات غنائي
ساءلت عنكم كل طير صادح ولبست من نسج الهموم ردائي
آني اعتزلت الناس بعد فراقكم وهجرت اصحابى وعفت غذائي
ومضيت وحدي في طريق موحش لا نجم يهدي في جدى الصحرائي
وأراك إن ضج الحنين بأضلعي كالطيف متبسما أمام بلائي
فأصيح عدلي يا حبيب تأججت نار الهوى والشوق في أحشائي
ويعود لي رجع الصدى ويعيدني للواقع المر الحزين قضائي
أن المسافات الطويلة بيننا جعلت صباحي في الأسى كمسائي
منذ الرحيل غدا نهاري مظلما والليل زاد بهمة أعبائي
وزهدت في الدنيا وزيف بريقها وهجرت طوعا عالم الأحياء
قل يا حبيبي كيف حالك إنني أدعو لرب لا يرد دعائي
آلا يزور الحزن قلبك في النوى إن لامست أوتاره أخباري
وسلمت من نار الهوى وهمومه يا من له بعد الإله ولائي
هذي القوافي في هواك أصوغها ما عدت املك قدرة الإخفاء
وغدا سأنشر عطرها في عالم يخلو من الحساد والأعداء
وسيسمع الليل الطويل قصائدي وتعيد لي الصحراء رجع صدائي
فإذا قتلت شهيد حبك فلتكن هذي القصائد في الغداة رثائي
يا من حكمت على فؤادي بالظنى وتركتني في الليلة الظلماء
إن نمت حل بهاء وجهك طارقا باب العيون محرما إغفائي
وأراك في بحر الخليج كشاطئ يحلو الملاذ به الأنواء
وإذا بدا ريم الفلاة أراك في قفزاته وعيونه الحوراء
بين النخيل أراك في واحاتنا وعلى هضاب رمالها الخضراء
وارك في الروض الذي طربت له افلاجنا فتدفقت بالماء
وإذا سمعت غناء طير حل بي شوق لصوتك واستبد عنائي
الوردة الحمراء خدك إنني لمتيم بالوردة الحمراء
والشمس تشرق من جبينك يا له من منبع للنور والأضواء
واشم عطرك إن تهادت نسمة مرت بزهر رياضك الغناء
ويرق قلبي طائرا من أضلعي إن مر أشباه الحبيب ازائي
وأكاد اصرخ يا حبيب مناديا والارتعاش يشل لي أعضائي
لكنني لما أتحقق كاشفا زيف الغيوم على حدود سمائي
ارتد للحزن المسيطر قائلا ما غيم صيف ممطر كشتاء
أنا بعد هذا كله لا أرتجي منك الجواب لاستعيد صفائي
لكن صمتك يا حبيبي ناطق وعليه آمالي وكل رجائي
يكفي إذا حمل الأثير لمسمعي صوت الرضا من ثغرك المعطاء
ومع الختام إليك عطر تحتي آملا بوصل في غد ولقاء
وإذا بدت ضمن الرسالة ادمعي فاعلم باني اخترتها إمضائي