"الشاب ذو القلب الذهبى"

هذا الشاب هو (براء) هذا هو اسمه أشتهر هذا الشاب بأنه الفتى ذو القلب الذهبى.. لآنه رومانسى الى درجة بعيده جدا فهو يحب ولا يكره .. ينظر ولا يتكلم .. وليس من السهل وصول اى فتاة الى قلبه الذهبى الرومانسى..
سعيد بحياته المستقلة التى لاتشاركه فيها فتاه أو أمرأة سعيد بهذا القلب الذهبى الذى يملكه.
كان يسكن فى منطقة شعبية متواضعة وفى منزل متواضع وحياته هادئة بدون حب بدون ألام بدون مشاكل.
لكن الرياح تأتى بما لاتشتهيه السفن .. فقد شاء القدر ان ينتقل (براء) من مسكنه الذى يسكن فيه الى منطقة أخرى أكثر رقيا أكثر هدوءا أكثر جمالا أكثر فجورا.
رحل الفتى ذو القلب الذهبى وترك أحلامه وأحلام طفولته وذكرياته وأصحابه وجيرانه ترك التواضع وتخلى عن الذهب..
تأقلم (براء) فى هذا الجو الجديد حيث السيارات الفاخره والعمارات الشاهقة والجو الهادئ الجميل..
تأقلم (براء) فى حياة البذخ والنعيم ونسى سعادته السابقة سعادته بحبه لقلبه الذهبى وليس لاى شخص أخر سعادته بقلبه الوحيد .. نسى كل ذلك حينما تلاقت عيناه بأعين فتاه ساحرة فاتنة تكاد تكون القمر بنفسه .. فتاة متواضعة خجوله لآبعد الحدود ..
هذه الفتاة جمعهما الجيره فهى جارته تسكن فوقه مباشرة لايفصل بينهما سوى سقف من عند الفتى وأرض من عند الفتاة..
كان يتقابلان كثيرا بالصدفة على سلم العمارة وكان الكلام بينهما مجرد نظرات يتبادلانها بأعين يملائها الخجل ..
وفى يوم كان (براء) يطل من نافذة حجرته -وهى تطل على منظر بديع من الزهور والاشجار-أخذ (براء) يتأمل كل هذا الابداع بينما الفتاة تراقبه من أعلى وهو لايعلم .. وكثير ماحدث ذلك .. حتى لاحظها (براء) فى يوم فتمالك نفسه وقرر أن يكلمها..
وفعلا تكلما سويا وأخبرته ان أسمها (خداع) وأخبرته بكل التفاصيل عنها .. وأخذا يتكلمان كثيرا من تلك النوافذ وأخذ يقابلها كثيرا على سلم العمارة مقابلات قصيرة للغاية .
حتى أحس الفتى ذو القلب الذهبى أن قلبه قد مال لها وفتح أبوابه أستعدادا للحب الاول تخلى عن الذهب وفتح أبوابه لجمرة من نار فتح أبوابه (لخداع) ..
لم تمر عدة أسابيع الا وقد أحس الفتى بمرارة الحب وبمرارة كتمانه عن (خداع) ..
لم يفكر الفتى لحظة فى طبيعة هذا الحب .. وفى أول لقاء التقى بها أخبرها فورا وصرح لها بحبه .. رحبت الفتاة وأخبرته انها تبادله نفس الشعور من أول مره تقابلت عيناه بعينيها..
عاش الفتى سعيدا هنيئا بهذا الحب الطاهر والذى تخيله الفتى بأنه أول وأخر حب فى العالم بأكمله ولايوجد حب مثله أبدا .. فقد كان من شدة حبه لها يخاف عليها حتى من نفسه فلم يكن يستطع أن يمسك حتى يديها ..
تقابل معها مرات ومرات عديده عبر تلك النوافذ .. سهر الليالى معها عيناه فى عينيها وعلى ضوء القمر سمعها أجمل الكلمات فى الحب وأخرج الفتى كل مافى قلبه من كنوز وأهداه لها جعل حبه لها هو الماء والهواء .. كل شئ فى الدنيا أصبح (خداع) ..
أستمر هذا الحب وهذه المشاعر حتى مرت سنة من عمر هذا الحب .. سنة كلها حب وهيام وأشعار وأغانى .. كل هذا من النافذة والفتى يظل رافعا رأسه لاعلى ليرى بريق عينيها طوال الليل حتى تؤلمه ولكن كل شئ يهون فى سبيل نظره واحده الى تلك العيون العسلى الجميلة..
وفى يوم صادفت ان ذهب الفتى الى مشوار .. مشى فى شارع هادئ وجميل ونظر حوله فوجد كل ماهو رائع من عمارات متناسقة وأشجار وأزهار -فقد كان رومانسيا بطبعه-
(وخداع) نعم وجد (خداع) تمسك بيد فتى أخر وتمشى معه سانده رأسها على كتفه وأصابعهما متشابكه .. لم يصدق (براء) مارأه فجرى نحوهما ليتأكد أنها هى ..
فلاحظت (خداع) قدوم (براء) نحوها فأسرعت بتغير أتجاهها وأخذت الفتى الذى ترافقه معها ومشيت بخطوات سريعة ولكنها ليست أسرع من خطى (براء) ..
أسرع (براء) حتى وصل عندها وعندما تأكد أنها هى (خداع) لم يستطع ان يتكلم ولم يتمالك نفسه وأطلق العنان الى ساقيه فى الريح وأخذ يجرى ويجرى حتى وصل الى منزله أخذ السلالم جريا فصعد الى باب شقته ففتحها ودخل حجرته وأغلق الباب على نفسه ..
كاد أن يجن كيف .. كيف .. كيف تحب ذلك الشخص؟ وأنا أين .. أين تلك الليالى التى سهرتها الى الصباح معها أخبرها بحبى لها أين ذهبت تلك الليالى كنت أخاف أن أمسك حتى يديها كنت أدخر كل شئ لها .. أين ذهب حبها وكلامها لى ..
أخذ يكلم نفسه كالمجنون والدموع تسيل من عينيه .. أخذ ينظر الى النافذة التى طالما سهر فيها مع (خداع) ..
أخذ ينظر الى النافذة وكتب ذلك الخطاب والدموع تسيل منه ....
"الى من سمى الخداع على أسمها .. لماذا .. لماذا نسيتى كل هذا الحب .. ماذا فعلته لتقتلينى فى قلبى ماهو ذنبى ..لماذا نسيتى ماسهرته من ليالى داعيا الله ان الايفرق بيننا أبدا ولماذا جعلتينى أحبك لماذا لم تصدينى فى البداية .. أنا أعرف لماذا .. لانك كنتى تريدين أن تأخذى منى مالا أعطيته لآحد من قبلك (قلبى) هذا القلب الذى طالما عاش على وهم خداعك ونفاقك.. كيف؟ ..كيف تخبرينى كل يوم انك تحبينى كيف؟"
وهنا بكى الفتى بشدة وتناول شيئا كان على مكتبه أنه (قطر)- لتقطيع الورق- فتحه الفتى فبرزت سنونه اللامعة وسرعان ماتلوثت بالدماء عندما غز يده به ..
سالت الدماء من أيدى (براء) وملآت الحجرة وعندما رأى الفتى دماءه صرخ صرخة مدويه ثم وقع صريعا على الارض وحينئذ فتحت والدته الحجرة لتجد ابنها غارقا فى دمائه والخطاب يمسكه بيده ووجدت فى وسط الدماء ذرات من الذهب لامعة صغيرة الحجم مجتمعه لتكون جملة ..

"أنســـــى الخــــداع ولا تقتل الحــــــب"

بسم الله الرحمن الرحيم

اميرة الزهور ما اروعك وما اروع القلب الذى ياحب بصدق

وما ابشع الخداع الذى يكسر ويذل

اميرة الزهور تسلم ايدك يارب على القصه الراعه

وفى تقدم دائم

مع حبى وتحياتى ليكى

nour